حبك واهتمامك لابنائك هل له حدود؟

 

«كل شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده».. بالطبع سمعت هذه العبارة مراراً وتكراراً، وهي صالحة في العديد من المواقف، لكن هل فكرت يوماً أن ذلك قد ينطبق على تربية الأبناء أيضاً؟ بمعنى أن مبالغتك في التأديب والاهتمام بأبنائك قد تأتي بنتيجة عكس المرجوة.
يتطرق لهذا الموضوع الدكتور سي – ار بارتريدج أخصائي علم النفس في كتابة.. بناء المهارات الشخصية في الطفل صعب المراس «Building Character Skills in the Out of Control Child»، يقوم موضع الكتاب بشكل أساسي على فرضية أن الوالدين اللذين يعطون حباً واهتماماً زائداً، ينتجون في النهاية أطفال ذوي شخصيات غير ناضجة، العديد من الآباء والأمهات يحاولون دائماً خلق بيئة للأبناء يحيطها الحب والحنان لتعزيز مفهوم الثقة في النفس واحترام الذات عند الأبناء، لكن أحياناً ما تنحرف منهم العملية إلى اتجاه آخر، فيرى الدكتور بارتريدج أن اعطاء الأطفال الحب والرعاية أكثر من اللازم قد ينتج عنه أشخاص مدلله غير فعالة، وقد أعطانا الدكتور بارتريدج دليلاً نستطيع القياس عليه عند تقييم شخصية أطفالنا.
1. هل يمكن لأطفالك القدرة على تجاوز لوم الآخرين والظروف الخارجية عندما تسوء الأمور، وبدلاً من ذلك قبول تحمل مسئولية تصرفاتهم؟
2. هل أطفالك متقبلين فكرة أنهم ليسوا مركز الاهتمام دائماً، وبالمقابل يستطيعوا بناء علاقات مع الآخرين قائمة على فكرة الأخذ والعطاء بمقدار متساوي؟
3. هل أطفالك لديهم القدرة على الصبر على إشباع رغباتهم والتحكم في اندفاعهم؟
4. هل أطفالك يستطيعوا تقبل الإحباط دون الانهيار أو الانفجار؟
يخبرنا دكتور بارتدريدج أن السمات الشخصية السابقة ربما لا يمكن أن تظهر على الأطفال في عمر 2 إلى 3 سنوات، لكن أكثر من ذلك، فمن المفترض أن تكون طبيعية عند الأطفال، حيث لوحظ من خلال الدراسات أن اكثر الآباء اللذين يعانون من شخصيات أبنائهم غير الناضجة، عادة ما يكونون آباء أعطوا من الحب والاهتمام أكثر من غيرهم.
من المواقف التي تتكرر أمامي كثيراً.. هو رؤية أحد الأطفال يصرخ ويبكي طلباً لشىء ما، وأول ما يخطر ببالي في هذه اللحظة ليس أن هذا الطفل غير مهذب، لكن أنه بالتأكيد قد فعل حيلة البكاء والصريخ في السابق، وقد استجاب لها الأبوين فكرت هذا النمط، وبالطبع سيكرره مرات كثيرة، في كل مرة يرغب في الحصول على شىء، وظناً من الأبوين أن عليهم التحلي بالصبر وعدم حرمان أطفالهم سيستجيبون، لكن الحقيقة أن ما يفعله الأبوين هو زرع بذور شخصية غير ناضجة، لا تستطيع تحمل مسئولية أن كل شخص يجب أن يكون له أولويات، وأنه عليه أن يدرك أنه ليس كل ما يطلبه يستطيع الحصول عليه.
أحياناً كثيرة يردد الأبوين عبارة «أن أبنائهم لا زالوا صغاراً وأنهم سيتعلمون عندما يكبرون»، من الأمور الهامة التي يجب أن يدركها كل أب وأم، أن بناء السمات الشخصية للأطفال يبدأ من سن مبكرة جداً، وتبدأ الشخصية في التبلور خلال مرحلة التعليم الأساسي، وإذا وصل الأبناء إلى مرحلة التعليم الثانوي بأحد الصفات يصبح من الصعب جداً التحكم بها أو تغييرها، لذا يجب أن يهتم الأباء ببناء الشخصية جنباً إلى جنب مع عملية التهذيب والتعليم، ولتبدأي.. عليك الرجوع إلى الأسئلة الأربعة السابقة لدكتور بارتريدج، وأن تجيبي عليها بصدق، وإذا وجدت أن طفلك لديه خلل ما في مؤشرات النضوج، عليكِ أن تبدأي فوراً عملية التصحيح بالتعامل مع المشكلة، وتغيير الطريقة التي تتبعينها في التعامل مع طفلك، في البداية قد لا تجدي الاستجابة اللازمة، لكن عليكِ التحلي بالصبر والإصرار على المضي في طريقتك الجديدة، وقد تضطري أحياناً لاستخدام بعض أنواع العقاب وليس الضرب والعنف منها بالطبع.
أخيراً إذا ما شعرت أن الأمور خارجة عن سيطرتك، وأنكِ تواجهين مشكلة حقيقية مع طفلك أو ابنك المراهق، لا مشكلة من اللجوء إلى أحد المتخصصين في تقديم المشورة للمشاكل السلوكية، وسوف تجدين عندهم الكثير من التفسيرات وأيضاً هم قادرون على وضع برامج متخصصة في تصحيح السلوك في حال وجود مشكلة حقيقية.
منقول للافادة من موقع سوبر ماما

Leave a Comment

Scroll to Top