فى الجزء الأول من المقال تحدثنا عن بعض الأخطاء التربوية، وأثرها الضار على شخصية الطفل مثل توجيه النقد السلبى، إهانة الطفل، العقاب الذى لا يتناسب مع حجم الخطأ، العقاب دون الاهتمام بفهم الطفل لخطئه، التذبذب، العقوبات المبهمة، وفى هذا المقال نواصل حديثنا عن أخطاء تربوية أخرى.
1. توجيه الطفل أمام الآخرين: سأكتفى ببعض أبيات شعر للإمام الشافعى..
تعمدنى بنصحك فى انفرادى *** وجنبنى النصيحة فى الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتنى وعصيت قولى *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
2. الحب المشروط: «ذاكر عشان ماما تحبك».. وهذا يعنى ضمنياً أنه إن لم يذاكر فماما لن تحبه، إن هذا الحب المشروط يوصل للطفل رسالة أنه غير جدير بالحب، ويسلب إحساسه بالأمان، لأنه مهدد فى أى لحظة بفقدان حب الآخرين له، ولهذا فعليه دائماً أن يفعل أى شيء كى ينال حبهم ورضاهم، فيدمن المذاكرة بما يطغى على باقى جوانب حياته وشخصيته، أو يمتنع عن التعبير عن رأيه أو المطالبة بحقه، حتى لا يغضب الآخرين، أو يطيعهم فى أى شيء لينال رضاهم.. إلخ.
3. المواعظ والمحاضرات: فهى لا تعلم الطفل، المناقشة والاستماع إليه وإتاحة الفرصة له للتعبير عن رأيه هو ما يعلمه، أما التوجيه الدائم والمباشر فيخلق شخصاً لا يثق بقدرته على التفكير، ويعتمد على غيره فى تكوين آرائه واتخاذ قراراته.
4. التدليل الزائد: إذا قال بابا وماما.. شبيك لبيك، بابا وماما بين إيديك، فإن الحياة لا تقول ذلك أبداً، وطبعاً يصطدم الطفل بالواقع، حيث يتوقع من الآخرين أن يجيبوا له كل مطالبه كما كان بابا وماما يفعلان، ويفقد ثقته فى قدرته على التعامل مع الحياة والآخرين، لأن بابا وماما كان يفعلان له كل شيء وهذا معناه أنه ضعيف.
5. النقد والتأنيب على كل كبيرة وصغيرة وفتح الدفاتر القديمة بمناسبة وبدون مناسبة: لهذا نرى بيننا أشخاصاً لديهم جوع لتقدير الآخرين لأن جهاز التقدير الذاتى لديهم تعطل، فأصبحوا يعتمدون فى صحتهم النفسية على رضا الآخرين، كما أنهم أصبحوا دائماً يتوقعون النقد.. ولهذا نرى أشخاصاً يخشون الخطأ مع أنه جزء أصيل من الحياة، ويصابون بضيق شديد ويتدنى تقديرهم لذاتهم عندما يرتكبون أى خطأ.. لهذا نرى أناساً يشعرون بالخزى بسبب أخطاء الماضى، مع أن ماضى أى منا بل حاضره ومستقبله أيضاً لا يخلو من الأخطاء، والمهم أن يعرف الإنسان خطأه ويعزم على عدم تكراره دون أن يظل يشعر بالخزى.
راجعى أساليب تربيتك لأبنائك وصححى أخطائك، وفكرى هل تجدين أنكِ أنتِ شخصياً تعانين من وجود بعض هذه الآثار فى شخصيتك بسبب تربية أبويكِ، ليس هذا معناه أننا نكره آباءنا، أو أننا لا نحترمهم، لكننا نريد أن نفهم أنفسنا وأسباب تصرفاتنا مع أبنائنا، ونتعلم من أخطاء الآخرين فالسعيد من وعظ بغيره.
منقول للافادة من موقع سوبر ماما