فى مشهد اليوم الأول فى المدرسة من فيلم الأطفال “البحث عن نيمو”، ارتكب والد نيمو خطأ شائع، حيث إنه أوصل نيمو إلى المدرسة وبقى معه، لكن العجيب أن نيمو نفسه كان يبدو متحمساً ومتشوقاً، وكان هو الذى يطلب من والده أن ينصرف.. يالك من محظوظ يا “أبا نيمو”!.. قد تكونين محظوظة مثل والد نيمو، وقد تكونين مثل أمهات كثيرات تعانين من قلق أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة، خاصة فى الأيام الأولى.
فى هذا المقال نقدم لكِ عزيزتى الأم بعض الأفكار للتعامل مع هذه المشكلة:
الاستعداد.. الاستعداد: الخوف من المجهول واحد من أكثر المخاوف شيوعاً عند الأطفال، لذا اعدى طفلك مسبقاً للحضانة، بإعطائه أمثلة واقعية لما يمكن أن يجده هناك، وقراءة كتب وقصص عن هذا الموضوع، وأثناء القراءة خاطبى تساؤلاته ومخاوفه، واشيرى إلى سعادة الأطفال وهم يلعبون مع أصدقائهم الجدد ويستمتعون بالأنشطة المثيرة.
خذى طفلك فى زيارة إلى المدرسة قبل بدء العام الدراسى: ادخلى الفصل وأريه الكتب والألعاب.. قابلى معلمته.. تجولى معه فى فناء المدرسة.. تحدثى معه عن الروتين اليومى للعودة إلى المنزل، مثل “موعد حضورك له، مكان الانتظار، أو مكان انتظار حافلة المدرسة… إلخ”، لأن من أكثر ما يخيف الطفل هو التئام شمله مرة أخرى مع والديه، فى أيام أخرى دعيه يتجول بكِ فى المدرسة ليعرفك عليها.
تسوقى مع طفلك لشراء مستلزمات المدرسة من ملابس وأدوات: دعيه يختار بنفسه، لكن انتبهى إلى الميزانية لأن هذه الأشياء مكلفة جداً!
تحلى بالهدوء والإيجابية والثقة: ارسمى ابتسامة عريضة على وجهكِ الشجاع لأن طفلك يستمد منكِ الهدوء أو القلق.
قاومى رغبتك فى البقاء مع طفلك عندما يبكى: حيث إنه بهذا سيقتنع أن البكاء يساعده على الاحتفاظ بكِ إلى جواره، بالتالى لن يقلع عنه بسهولة، وغالباً سيتوقف عن البكاء بعد انصرافك.
اتركى لطفلك ورقة محبة: ضعى له فى حقيبته كل يوم ورقة صغيرة تكتبين له فيها عبارة أو كلمة رقيقة مثل “أحبك”، أو ترسمين له وجهاً مبتسماً، أو تضعين له صورة أو ملصقاً لشيء يحبه… إلخ.
علمى طفلك ماذا يفعل عندما يفتقدك: اقترحى عليه مثلاً أن يرسم رسمة أو يكتب لكِ خطاباً أو قصة، اعطيه لعبة يحبها أو صورة تجمعكما أو تجمعه مع أناس يحبونه، واخبريه أن يحتضنها عندما يفتقدك وسوف يشعر بتحسن.
ناقشى مع معلمة طفلك كيف يمكنها أن تتعاون معكِ فى تهدئة طفلك وتشتيته: هل يحب طفلك النظر من الشباك، أو الخروج إلى الحديقة، أو مشاهدة الطيور، أو سماع أغنية معينة… إلخ.
الالتزام بالمواعيد: اذهبى إلى طفلك فى موعد الانصراف بالضبط، لأن التأخير قد يشكل مزيداً من الضغط عليه، خاصة إذا كان قلقاً، ويجعله غير مطمئن إلى وفائك بوعودك، وهذا بالطبع ليس أساساً جيداً للعلاقة بينكما، فضلاً عن أنه يجعل ذهابه إلى المدرسة أصعب.
طورى روتيناً يومياً يتطلع إليه طفلك عند الذهاب إلى المدرسة والعودة منها: كان من الطقوس التى عودتنى عليها أمى بعد انتهاء اليوم الدراسى أن نشترى قصة من المكتبة ونتناول عصير القصب المثلج فى حر الظهيرة، وأنتِ عزيزتى الأم.. يمكنك أن تحكى لطفلك قصة، وعند تركه لا تتسللى بل احتضنيه وابتكرى جملة ثابتة تودعينه بها يومياً، مثل: “أحبك.. سآتى لك الساعة كذا.. يوم سعيد”.
ساعدى على إقامة علاقة طيبة بين طفلك ومعلمته: تعاملى معها بود واحرصى أن يرى طفلك ذلك، حدثيه عنها بحماس، علقى صورة لطفلك مع معلمته فى المنزل، وتحدثى إليها كل حين: “لن تصدقى عندما يريكِ طفلى كيف يستطيع أن يغسل يديه بنفسه”.
ساعدى طفلك على إقامة علاقات مع زملائه: عندما ينخرط معهم فى نشاط.. كونى قريبة وشاهدى، لكن دون أن تشاركى، اعطيه بعض الحلوى ليتشارك فيها مع أصدقائه، يمكنك أيضاً أن تدعى أصدقائه للعب معه بالمنزل.
علمى طفلك أن ما يختفى لم يختفي إلى الأبد.. وإنما يظهر مرة أخرى: مثلاً العبى معه الاستغماية، أو أخفى لعبة يحبها “طبعاً فى مكان سهل” ودعيه يبحث عنها، كذلك ابدأى بتركه فى الحضانة فترات قصيرة وزوديها تدريجياً، بهذا سيتعلم طفلك بشكل أسرع أنك دائماً تعودين.
شجعى طفلك أن يحكى عما فعل بالمدرسة: انصتى إليه جيداً حتى تتعرفى على أسماء زملائه ومعلماته، مخاوفه، أى مشكلات يقابلها… إلخ، واعرضى أعماله الفنية فى أرجاء المنزل بفخر.
استخدمى لوحة تحفيز: كافئى طفلك بملصق على كل يوم لا يصرخ فيه أو يدخل فصله بسهولة وهدوء… إلخ، واخبريه أن له جائزة كلما حصل على عدد معين من الملصقات، واحرصى أن تكون الجوائز بسيطة لأنها ستزداد كلما اعتاد طفلك على المدرسة، وإذا لم يحصل على ملصق فى يوم ما، شجعيه واخبريه أنه يستطيع تعويض ذلك فى اليوم التالى، يمكنك أن تخبرى معلمته بلوحة التحفيز إذ ربما تساعده على بلوغ الهدف.
امنحيه الاهتمام والحب عندما تكونين معه.
ما هى ذكرياتك فى أول يوم لكِ من المدرسة؟ وماذا عن أبنائك فى الأيام الأولى من المدرسة؟ ما هى المشاكل التى واجهتكِ وكيف تعاملت معها؟
“