“ومن الحب ما قتل!”.. مقولة صحيحة 100%. هل تعلمين أنكِ بخوفكِ الزائد على طفلكِ، والناتج عن حبكِ له بالطبع، يمكن أن تتركى أثراً سلبياً على تقبل طفلكِ للمدرسة، ربما يستمر معه مدى الحياة؟!
كيف ذلك؟
يقول د. جمال شفيق أحمد (أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس) أن الطفل يتعرض لعدة صدمات أو أزمات فى مراحل نموه النفسى:
1- صدمة الميلاد: حيث ينفصل عن جسد أمه التى كانت تلبى جميع احتياجاته داخل رحمها، وبعد الولادة يفاجأ بعالم مختلف.
2- صدمة الفطام: فبعد أن كان يعتمد على ثدى أمه فى غذائه ويتمتع باحتضانها له، يعتقد أن منع الرضاعة مرتبط بمنع الحب. لذا يُنصَح بالفطام تدريجياً.
3- صدمة ذهابه إلى مكان جديد شديد الاتساع وغريب عنه وهو المدرسة، وفيه يتعامل مع أشخاص كثيرين غرباء، وهنا نكون الطفرة كبيرة حيث كان قد اعتاد على أن الأهل جميعاً مسخرون لخدمته. أما المدرسة فهى بيئة لها نظام وقواعد.
بعض أولياء الأمور يشعرون بخوف شديد من كون أبنائهم ليسوا فى أحضانهم طوال الوقت، وهو ما يطلق عليه فى علم النفس “الحماية الزائدة فى التربية”، فيحيطون أبناءهم بكم هائل من النصائح والتحذيرات من كل المحيطين بهم فى المجتمع الجديد. والطفل يحتاج إلى الأمن، كما أن مشاعره مرهفة ومن ثم ينتقل خوف الكبار إليه.
ولهذا، فإن انتقاله إلى بيئة جديدة وسط إرشادات وتحذيرات كثيرة يؤذى نفسيته وقد يؤثر على سلوكه:
فيصاب بالتأتأة أو التبول اللا إرادى،
أو يفقد الشهية للطعام،
أو يصبح عدوانياً أو انطوائياً،
ولذلك يقدم د. جمال لكِ بعض النصائح:
بث الأمان فى نفس الطفل ومده بالحب الذى يكون فى حاجة ماسة إليه ليتمكن من التفاعل مع المجتمع الجديد.
ضرورة توعية الطفل بأسلوب هادئ بعيد عن التهويل أو التخويف، وتقديم النصح له عن كيفية الحفاظ على أدواته، وعد المساس بأدوات زملائه، وضرورة احترام قواعد المدرسة، وحثه على التعاون مع زملائه لتنمية مشاعر الحب والانتماء لديه.