أخطاء تربوية شائعة.. تجنبيها «1»

 

اجتمعت الصديقات أخيراً بعد أن باعدت بينهن مشاغل الحياة، جلسن يستعدن الذكريات ثم أخذن يتبادلن الأحاديث حول وصفات الأكلات وتربية الأبناء والمدارس، كان الصغار يلعبون حولهن وأتت الطفلة الصغيرة تطلب من أمها شيئاً، فقالت الأم شاكية من ابنتها: «دى بتتكسف أوى لدرجة أن لما حد بيسألها اسمك إيه مابتردش وبتخبى وشها فىّ، حاولت معاها كتير بس مفيش فايدة، دى لما تكبر الناس هتاكلها كده!».
هل يبدو هذا المشهد مألوفاً بالنسبة لكِ؟ وما خطورة ما قالته الأم على طفلتها التى كانت تسمع هذا الكلام؟ هذا ما سنعرفه فى هذا المقال، بالإضافة إلى أخطاء تربوية أخرى شائعة بيننا وخطورتها على شخصيات أبنائنا.
1. توجيه النقد السلبى: كما فى المثال الذى ذكرته فى المقدمة، سواء كان ذلك أمام الآخرين أو كانت الأم والطفل وحدهما، هذه الرسائل السلبية ترسخ فى الطفل السلوك السلبى، لأن كلام الأم عن ابنها يرسم صورته عن نفسه، فلو رسمت له أمه صورة أنه خجول فسوف يتصرف بالطريقة التى تؤكد هذه الصورة الذاتية، والتوجيه له طرق أخرى لا يتسع لها هذا المقال.
2. إهانة الطفل بالشتم أو الضرب أو رفع الصوت أو أى طريقة: لأن هذا يشعره بالنقص، ويزرع فيه الخوف، كما يجعله يميل إلى الخضوع للآخرين، ليصبح «ملطشة» أو يميل إلى العدوانية والعنف والتسلط عليهم.
3. العقاب الذى لا يتناسب مع حجم الخطأ: العدل هو الذى يخلق شخصية متزنة ومتحملة للمسئولية، فالعقاب الزائد يجعل الطفل يشعر بالقهر وأنه مغلوب على أمره، كما أن العقاب الصغير على الخطأ الكبير يخلق شخصاً مستهتراً، ولو شعرتِ أن عقابك لم يكن عادلاً يمكنك أن تراجعى قرارك، وهناك اعتبارات عديدة يجب أخذها فى الاعتبار عند تحديد العقاب منها.. سن الطفل، شخصيته، سبب ارتكابه للخطأ، وهل هذه أول مرة أم أنه يكرره.. إلخ.
4. العقاب دون الاهتمام بفهم الطفل لخطئه: فهو يجعل الطفل يشعر بالظلم، ويؤمن أن القوى يتحكم فى الضعيف دون أن يكون هناك ما يحميه، كما أنه يعطل وظيفة العقاب فى التقويم.
5. التذبذب: ليس من العدل أن نضع الطفل تحت رحمة أهوائنا وانفعالاتنا، فنعفو عنه عندما نكون بحالة جيدة ونعاقبه أشد العقاب عندما نكون غاضبين، إننا بذلك نحدث له اضطراباً فى معايير الصواب والخطأ لديه، لأن نفس الفعل تارة يعاقب عليه وتارة لا يعاقب عليه.
6. العقوبات المبهمة: يجب أن يعرف الطفل ما العقاب الذى سيلقاه إذا ارتكب خطأ ما، لأن الوضوح يجعل الطفل أقرب إلى الالتزام ومعرفة ما له وما عليه.
7. المقارنة مع الإخوة أو الأصدقاء: هذا خطأ نرتكبه فى حق أبنائنا وأنفسنا وأزواجنا، المقارنة لا تتيح لنا التعلم من الآخرين، لكنها تضعف الثقة بالنفس، وتجعل الإنسان غير راضٍ دائماً، وغير شاعر بأى طعم للنجاح، وتلغى شخصيته لأنه يحاول أن يكون دائماً نسخة من الآخرين.
فى الجزء الثانى من المقال نواصل حديثنا عن أخطاء أخرى نرتكبها فى تربية أبنائنا. 
منقول للافادة من موقع سوبر ماما

Leave a Comment

Scroll to Top