[embedplusvideo height=”281″ width=”450″ standard=”http://www.youtube.com/v/O-yTUXq3YtA?fs=1″ vars=”ytid=O-yTUXq3YtA&width=450&height=281&start=&stop=&rs=w&hd=0&autoplay=0&react=1&chapters=&notes=” id=”ep7881″ /]
كانت فكرتي عن السينما الهندية تتلخص في قصة حب بين ثري وفقيرة أو العكس، أو بين فتاة وفتى من عائلتين تعتبران من أعتى الأعداء، وبين ذلك مشاهد حب ملتهبة ومعارك شرسة بينها أفيال ونساء رشيقات ذوات شعر ناعم رائع، يرتدين ألوان مبهجة لا تبدو متناسقة ولا جذابة إلا عليهن دون كل الجنسيات.
ثم شاهدت فيلمًا قلب لي طريقة تفكيري في السينما الهندية رأسًا على عقب، وأكد لي أن هناك فيها من الأفلام الجيدة العميقة الجميلة الكثير.
شاهدت فيلم «taare zameen Par» ومعناه «نجوم على الأرض»، الفيلم من بطولة أمير خان وإخراجه وإنتاجه، وقصة إيمولي جوبتي، حيث شاركته زوجته ديبا باهتيا كتابته، شارك أمير خان بطولة الفيلم طفل صغير أعده البطل الحقيقي للفيلم، وهو دارشيل سافاري في دور إيشان.
يبدأ الفيلم بعرض حياة أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وابنين، الأول في عمر المراهقة المبكرة، والثاني طفل في المرحلة الابتدائية، والأسرة من الشريحة المتوسطة اجتماعيًا وماديًا، الأب متعلم يجتهد لتربية ابنيه وتعليمهما والأم ترعى البيت والأسرة.
المشكلة الأساسية في حياة الصغير هي الابن الأصغر إيشان، إيشان متأخر في الدراسة وغير مجتهد، لا يستطيع التركيز مهما حاول أبواه معه باللين أو بالترهيب.
الأب شديد العصبية والأم شديدة الحنان، لكن الصغير لا يستجيب، يخاف أباه كثيرًا ويحب أمه وأخاه الأكبر ويلجأ لهما، لكنه في كل الأحوال لا يتحسن ولا يتطور وينال دومًا الدرجات المنخفضة.
في لحظة ما فاض الكيل بأبيه، وقرر إيفاده إلى مدرسة داخلية شهيرة حسنة السمعة، علّه يتحسن على الرغم من رفض إيشان وأمه للقرار، وقد كان.
ذهب إيشان للمدرسة وزاد شعوره بالوحدة ولم يجد بقربه سوى طفل آخر، وظل مستواه على حاله وبدأ المعلمون في الشكوى، ولم يكن يجد سلوى إلا في الرسم.
في هذا الوقت وفد معلم جديد للرسم، وكانت هذه نقطة التحول، المعلم الشاب كان ينتهج طريقة مبتكرة في التعليم وجذب انتباه الصغار، تعتمد في الأساس على المرح والحب والصداقة والأغنيات والألعاب.
بدأ الصغار يلتفون حوله ويتعلقون به إلا إيشان، وجذب ذلك انتباه المعلم فبدأ يسأل ويحاول أن يعرف مشكلة الصغير من المعلمين الآخرين ومن الأبوين، وصولًا إلى البحث في رسوماته التي وجد فيها حكاية الأسرة ممثلة في رسومات عدة ملأ بها الصغير مفكرته الصغيرة.
اكتشف أمير خان أو المعلم رام ناكومبا أن الصغير يُعاني من مشكلة عانى هو نفسه منها سابقًا، وهي عسر القراءة والكتابة، وهكذا وضع رام إيشان هدفًا في حياته، قرر رام أن يُعالج إيشان وأن يطور من مستواه وأن يشرح للجميع أن إيشان ليس طفلًا غبيًا ولا مستهترًا، وإنما هو يعاني من مشكلة فشل الآخرون في رؤيتها واكتشافها، كما قرر دعم موهبة الصغير في الرسم.
وهكذا تحسن إيشان رويدًا رويدًا وارتفع مستواه، كما فاز بالمركز الأول في مسابقة نظمتها المدرسة برعاية المعلم رام في الرسم.
الفيلم شديد الروعة وعميق المعاني الإنسانية، كما أنه يشرح بشكل عميق كيف ينظر لنا الصغار في انفعالنا وكيف يمكن أن نظلمهم دون أن نشعر ومن غير أن ندري، وفي وسط كل المعاني العميقة يؤكد الفيلم على أهمية دور المعلم في حياة كل إنسان، وكيف يمكن أن يستحق بالفعل كلمة مربي أجيال ويستحق ما قاله عنه أمير الشعراء سابقًا:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولًا
إن مثل ذلك المعلم يستحق التبجيل والامتنان والشكر طيلة العمر، وليس المعلم وحده وإنما المنظومة التعليمية كلها من مناهج وطريقة تفكير ونهج متبع في التعليم وعقلية متفتحة، بدءًا من مدير المدرسة مرورًا بالمعلمين وأولًا وأخيرًا الأبوين، لينتهي الفيلم بأغنية شديدة الروعة وكلمات جميلة تؤكد على أن أطفالنا هم هبة الخالق، هم نجوم تضيء لنا الحياة وشمس تسطع على حياتنا.
الفيلم رسالة رائعة موجهة للحكومات والمعلمين والآباء والأمهات، وهو يستحق المشاهدة لا مرة واحدة فحسب.. وإنما عدة مرات للتأمل والفهم والدراسة.
منقول للافادة من موقع سوبر ماما