من الذي يصنع السلوك؟

الذي يصنع السلوك :  افكار..,قيم..,ومعتقدات.

لذا حاول قبل ان يفعل ابنك اي سلوك يكون هذا السلوك نابع من فكرة.

حاول ان تجعل اي سلوك يفعله خارج من معتقد في ذهنه حول هذا السلوك .

ثم اجعله يحب هذا السلوك .

مثال: اذا اردت من ابنك ان يحب النظافة ويكون نظيفا,

اولا اجعله يحب النظافة ,اجعله يفكر لماذا النظافة؟..ماذا تعطيني النظافة في حياتي ؟

كل هذا يولد عنده معتقدات وقيم عن النظافة تجعله يحبها,ويفتخر انه انسان نظيف.

اذن اذا ابنك عنده قيمة النظافة,وعنده عقيدة سليمة حول النظافة,وايضا يحب النظافة سيصبح سلوكه تلقائيا

                          سلـــــــــــــــوك انســــــــــــــــان نظيــــــــــــف

لذلك لا تكن آلة لإصدار الاوامر., بل كن انسانا آخر,

انسانا يبني القيم والمعتقدات والاحاسيس والمشاعر قبل ان يبني السلوك.

الخطوة الرابعة: لا تجعل ابنك آلة لتنفيذ الاوامر .

فإذا كنا لا نرضى لى انفسنا ان نكون آلة تصدر الاوامر فيجب علينا ايضا ألا نرضى لأبنائنا ان يكونوا آلة لتنفيذ الاوامر

من منا يريد ان يكون ابنه مثل الجهاز تضغط على الزر فيستجيب لك

لا… نحن نريد انسانا يقبل منا,انسان يواجهنا,انسان يعارضنا احيانا,انسان يناقشنا,انسانا يريد ان يقتنع.

                      وهذه هي اللغة الحـــــــــواريــــــة التــــــــربــــــويــــة

هي لغة علمناها القرآن الكريم,الله عز وجل هو خالقنا سبحانه وتعالى ,ونحن مطالبون ان نسمع أوامره سبحانه

ودون ان نناقشها…,ورغم ذلك فهو يبرر لنا .

انظر الى الحوار بين ابراهيم وربه…( وَإِذْقَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي… )البقرة 260,

القلب دائما يريد ان يطمئن..ايضا ابنك لا يريد ان يكون آلة لتنفيذ الاوامر,ايضا هو له قلب يريد ان يطمئن.

القلب هو العقل بالنبة لنا نحن المسلمون..انها لا تعمي الابصار,تعمي القلوب التي في الصدور

                         انه يريد ان يرى ليتطمئن قلبه..يريد ان يقتنع

                       وهذا هو الانسان الايجابي الذي يتكلم عنه القرآن

 

والآن اذا سألنا كثير من الآباء عندهم مشاكل مع ابناءهم,مثلا تجده يقول لك ,اذا طلبت منه ان نصلي لا يذهب معي لنصلي..لماذا؟

هذا كله لانك عودت ابنك ان يكون آله تنفذ اوامرك,تقول له صلي رغم عنك فيصلي رغم عنه,

ولكن في غيابك لا يصلي,فهو يصلي امامك فقط.

تخيل معي العكس,اذا فهمته وحببته في قيمة الصلاة,وقلت له لماذا نصلي؟,وما الذي تفعل لنا الصلاة في كل حياتنا؟

وهنا ستقنعه بقيمة الصلاة,حتى لو اخذ منك هذا سنة لتقنعه لا عيب في هذا

ابنك عنده 7 سنوات ,خذ سنة كاملة تقنعه فيها بقيمة الصلاة,

وبعدها تقنعه بعقيدة الانسان المسلم في الصلاة,ماذا تشكل الصلاة بالنسبة للانسان المسلم؟,

وكيف هي عمود الدين,وركن من اركان الدين؟,

ايضا, تعلمه كيف يقرب من الله عز وجل؟…,

كل هذه معتقدات ,نقول تأخذ مدة سنة لتقنع ابنك بقيمة الصلاة,

وسنة لتعلمه عقيدة المسلم في الصلاة,والسنة الثالثة خليت ابنك يفتخر بهذه الصلاة,ويحبها,

حتى لو كان في الشارع يلعب مع اصحابه وسمع الاذان يذهب ليصلي وايضا يحث اصحابه على هذا .

اذن قبل ان تحرص على تعلم ابنك السلوك احرص على زرع القيم والمعتقدات والمشاعر حول هذا السلوك.

وهذه الوسيلة التربوية الرائعة هي التي تجعلنا لا نحول ابنائنا الى آلات تنفذ الاوامر,بل إلى عقول تقتنع بالقيمة والمعتقد,وإلى قلوب تشعر بقيمة ما نريده منهم,ثم إلى سلوك حركي في يومهم.

 

الخطوة الخامسة : احترم ابنك..ولا تنهاه بطرق استفزازية.

فما نريده من ابنائنا نقنعهم به,من خلال لغة الحوار التي تحدثنا عنها,فلا ننهاه او نأمره بطرق استفزازية ابدا.

من الطرق الاستفزازية /

– التهديد..تقل له مثلا( ان لم تفعل هذا عاقبتك)

– الصراخ في وجهه.

– المقارنة بينه وبين اخوته.. فتقل له (اخوك احسن منك لانه يستجيب)

                                  لا تهدد..لا تصرخ ..لا تنتقد..لا تقارن..لا تلم

              احترم ابنك,وحاول ان تقنعه,و ان تبتعد كل البعد عن كل هذه الطرق الاستفزازية.

 

الخطوة السادسة : لا تضغط على ابنك..فكثرة الضغط تسبب القلق.

كثرة ارغام ابنك على فعل الاشياء تزيد من الضغوط النفسية بداخله وبالتالي تسبب القلق والنفور منك,ومن توجيهاتك.

فكم من انسان ينفر من الصلاة لإنها فُرضت عليه بالإرغام..من هو المسؤول؟

                                          أليس المسؤول هو المربي؟

الإرغام يُعد شيئا سلبيا في العملية التربوية,وهو يسبب قلق شديد ,

                                       والذي يزيد قلقه..تزيد أخطائه.

حاول اخي المربي ان تستخدم الثناء والتشجيع مع ابنك حتى ينفذ ما يُراد منه.

هذه وسيله مهمه جدا في تربية الطفل بالمدح والثناء,فهي تهيئ البيئة النفسية للطفل فيتقبل منك.

لكن لو واجهته وضغطت عليه ,فهذا سوف يبني جدار بينك وبينه,ولن تجد سهولة في التواصل معه.

انظروا إلى الاسلوب القرآني الفريد الرائع جدا ) قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ  (

الله عز وجل يريد منا الخشوع في الصلاة,بدأ بماذا ؟ بثناء..بفلاح..ببُشرى ,قد تحقيق,وأفلح من الفلاح والبُشرى,

يسرك اولا بالفلاح والبشرى, ثم يريد منك الخشوع .

                                  اذن مارس عملية الثناء مع ابنك, واجعل نفسيته مُهيئه .

وايضا لا تكثر الاوامر على ابنك ,فإنها تشعره بالمراقبة الصارمة عليهم.

اجعل ابناءك فعلا يعيشون حياتهم بشكل تلقائي .

وتذكر اخي المربي ,واختي المربية من اين تأتي انحرافات الشباب في الدول الغربية,

إلا كونهم لم يقتنعوا بالقيم والمبادئ والمثل والاخلاق,فقط تعلموا السلوك,

لكن اسرع من يتخلى الانسان هو عن السلوك ,

فالذي يفعل السلوك وهو غير مبني على قيم يرميه في اى لظه من اللحظات.

لذا قبل ان تفرض على ابنك,حاول ان تقنعه,وان تنمي قيمه.

واخيييييييرا

اخي المربي..اختي المربيه..,

لاحظ افكارك,لإن افكارك تتحول الى قيم

                                 ركّز على قيمك,فهي تتحول الى معتقدات

                                                                 لاحظ معتقداتك لإنها تتحول الى مشاعر واحاسيس

                    وانتبه الى احاسيس,لإن مشاعرك واحاسيسك هي التي تصنع سلوكك.

                         وانتبه اكثر لسلوكك,لإن سلوكك هو الذي يحدد مصيرك .

 

 

اترك تعليقاً

Scroll to Top