عادت مريم بعد أول يوم دراسة لها في المرحلة الابتدائية وظلت في سكوت تام، تفاجأت هدى عندما رأت ابنتها بهذا الهدوء، فسألتها كيف كان أول يوم دراسة لكِ وماذا عن المدرسين والتلاميذ؟ فجأه انفجرت مريم في البكاء وتوسلت لأمها ألا تذهب للمدرسة اليوم التالي».
أما السبب فهو فشلها في تكوين صداقات جديدة مع زملائها بالمدرسة!
كيف نكوّن الصداقات؟
الأطفال هم أشخاص صغار ويختلفون في تعاملاتهم الاجتماعية عن بعضهم البعض، وبالطبع ذلك ينعكس على تكوين صداقاتهم والمحافظة عليها، ليس هناك ما تفعلينه لتجعلي من طفلك شخصاً محبوباً بين أصدقائه، أو تجبري الأطفال على صداقته، لكن يمكنك أن تعلّمي طفلك كيف يكّون الصداقات، فيمكنك اعطائه الأساليب وبعض السلوكيات التي تجعله يحتفظ بهم أيضاً.
شجعي طفلك بأن يصنع صداقة بين زملائه في الفصل، لكن لا تضغطي عليه حتى لا تشعريه بعدم الراحة، الأطفال سيتدبرون أمرهم في صنع الصداقات مع التشجيع، لكن كل طفل يأخذ وقته.
الاشتراك في نشاط جماعي.. اجعلي طفلك يختار نشاط جماعي سواء رياضي أو فني، مثل أعمال يدوية أو فرقة موسيقية، هذا النشاط سيجلعه إلى حد ما في راحة وحرية للتعامل مع زملائه، مما سيشجعه لتكوين صداقات ممن ارتاح في التعامل معهم.
الموازنة بين الوقت الاجتماعي والفردي.. يجب أن نعترف بأن هناك شخصيات تذدهر في العزلة، نفس الشيء عند الأطفال، أينعم أنه شيء صحي أن يقضي أوقاتا اجتماعية، لكن يجب أن لا نغفل أن نعطيه وقتا لنفسه وحده.
استمعي لطفلك وماذا يريد أن يفعل.. فمثلاً إذا كان لا يرغب في الذهاب مع جارة إلى السينما ويريد أن يقرأ وحده في المنزل، افعلي ما يريد، لكل طفل متطلباته، لكن ابقي عينا عليه حتى لا يتحول إلى طفل منعزل عن العالم، وفي الوقت نفسه اعطيه بعض الوقت لنفسه، حتى لا يصل لمرحله لا يستطيع الاستمتاع بوقته مع نفسه.
راقبي كيف يتعامل طفلك مع أصدقائه وزملاءه، ستعلمي الكثير عن طفلك وعن اسلوبه الاجتماعي وكيف يتعامل مع الناس خارج المنزل، حينها ستعرفين إذا ما كان هناك مشاكل في التعامل مع الآخرين وتكوين الصداقات وستساعديه في التغلب عليها، حتى إذا كان طفلك يبلى حسنا في تكوين الصداقات فستساعديه على المحافظة عليها وكيف يكون هو صديقاً جيداً.
كوني له السكرتيرة والسائق والمضيفة.. ستنظمين مع أمهات وآباء أصدقاء طفلك من يقلهم ومتى سيلعبون سوياً، فيجب أن تكوني سكرتيرة جيدة لتنظيم وتخطيط مواعيد طفلك، قد تقلين طفلك وأصدقائه لتمرين السباحة أو ابنتك لتمرين الباليه، قد تكونين المضيفة لحفل النوم أو للعب في منزلك، تلك الأشياء ستساعد طفلك على تكوين الصداقات، وأيضاً الاحتفاظ بهم بسبب التواصل المستمر.
الجئي لمساعدة المُدرسة.. ستساعدك المُدرسة باخبارك سلوك طفلك الاجتماعي، خاصة إذا كان طفلك من الأطفال المنعزلين في المدرسة، ستعرفي منها من يتعامل جيداً مع طفلك من باقي الأطفال، وبإمكانها أن تعرفك على ذويهم لتنسقي معهم أوقاتاً ليلعب الأطفال سوياً، لتشجعي طفلك على تكوين الصداقات.
كوني قدوة.. إذا ما رأى طفلك أهمية الأصدقاء في حياتك سيتحلى بنفس الخلق اقتدائا بكِ، العبي مع طفلك الألعاب التي تركز على أهمية المشاركة والصبر والمهارات الأخرى لتكوين الصداقات.