لماذا يبكي بعض الأطفال أكثر من غيرهم؟

البكاء هو الفطرة التي يولد عليها كل  طفل، فهو لغتهم الوحيدة التي يعرفونها للتعبير عن أي شيء سواء الجوع أو الشعور بالخوف أو البرد أو المرض أو الرغبة في النوم. ومن المعروف أن جميع الأطفال يبكون، ولكن هناك بعضًا منهم يبكي بصورة أكثر حتى دون سبب.

وبما أن هناك اختلافًا بين كل طفل عن الآخر، فأيضًا يختلف بكاء كل طفل عن الآخر، فما يؤثر على طفل ما قد لا يؤثر بالضرورة على طفل آخر، وتستطيع الأم تدريجيًّا ومع مرور الوقت فهم طبيعة بكاء طفلها وتحديد سبب بكائه وتمييز هل طفلها يبكي بصورة طبيعية مثل غيره من الأطفال أم أنه يبكي بصورة أكبر من غيره؟

سنجيبك في هذا المقال عن سبب بكاء بعض الأطفال بطريقة أكثر من غيرهم، وكيف يمكنكِ التعامل في هذه الحالة؟

متى تعلمين أن طفلك يبكي أكثر من غيره؟

إن جميع الأطفال يبكون، لكن هذا البكاء يتخطي حدود المعقول حين يستمر أكثر من ثلاث ساعات يوميًّا وأكثر من ثلاث أيام أسبوعيًّا، وحينها إن لم يكن الطفل يعاني من أي آلام تجعله يبكي، فإن هذا البكاء يرجع إلى حساسية ورقة مشاعر الطفل منذ صغره.

ويستجيب بعض الأطفال بصورة روتينية للدموع ويزرفونها لأتفه الأسباب، ويبدو أن الجينات هي التي تلعب الدور في تحديد الأطفال الذين يصبحون كثيري البكاء، فهؤلاء الأطفال ذو طبيعة حساسة شديدة ومفرطة ويمتلكون مشاعر فياضة فيما بعد ويصبحون أكثر تعاطفًا من غيرهم.

وتدل هذه الدموع على أن الطفل لا يستطيع التعبير عما يشعر به في كلمات فتظهر عواطفه في شكل دموع، ويعتبر التعامل مع هذه النوعية من الأطفال صعبًا للغاية، إذا يجب معاملتهم بطريقة خاصة تجنبًا لتفاقم مشكلة الحساسية المفرطة وتأثيرها عليهم فيما بعد.

طفلك كثير البكاء بدون سبب: نصائح لازمة للتعامل معه

يجب على الأهل التحكم في التصرفات التي يبدونها تجاه طفلهم كثير البكاء، فلا يهرعون إليه عند البكاء، وإذا استمر في ذلك، يمكنهم سؤاله هل تشعر بألم أو هل ترغب في شيء؟ حتى يفهم الطفل بعد ذلك حتمية وجود سبب للبكاء وإلا لن يهتم أحد بأمره، ويجب على الوالدين التعامل مع هذه الحالة حسب سن الطفل، فبالطبع تختلف كل مرحلة عمرية عن الأخرى.

ولكن كلما كبر الطفل وتمكن من التعبير عن نفسه يجب أن يساعده والداه في تخطي حاجز البكاء المفرط وتفضيل اللجوء إلى الكلام للتعبير عن النفس، وحتى لا يفسر الآخرون بكائه المستمر على أنه ضعف في شخصيته.

لماذا يبكي بعض الأطفال دون سبب؟ وكيف تتعاملين في هذه الحالة؟

في الأشهر الأولى من حياة الطفل، يميل بعض الأطفال إلى البكاء الكثير دون سبب ولا يمكن تهدئتهم ويكون بداية المساء هو الوقت الأكثر شيوعًا لذلك، وفي هذه الحالة تكون الأم مضطرة إلى محاول التعامل مع الطفل واللعب معه وتهدئته أو إلهائه عن البكاء بشتى الطرق، طالما لا يبكي لسبب معين، حتى يكبر الطفل ويتمكن من التعبير عما يريده أو يشعر به. وتعتبر هذه الفترة من البكاء جزءًا من تطوره ونموه.

لكن، بعد تمام العام الثاني يكتسب الطفل القدرة على الكلام والتعبير عما يشعر، فإذا استمر في اللجوء إلى البكاء لحل مشكلاته أو لطلب ما يرغبه، فهذا يشير إلى وجود مشكلة سلوكية يجب التعامل معها وتقويمها.

فهناك بعض الأطفال يستخدمون بكائهم كسلاح للحصول به على كل ما يريدونه من أمهاتهم وآبائهم، حتى إنه إذا رفض الأهل تنفيذ رغبة الطفل في إحدى المرات استخدم الطفل هذا السلاح حتى يجعل أهله يرضخون لرغباته وطلباته. لذا، فإن إساءة استخدام الطفل للبكاء في الضغط على أهله حتى يحققوا له ما يريد، يجب أن يواجه من الأب والأم ببعض التحكم والضوابط حتى لا ينشأ الطفل مدللًا ومعتادًا على ضرورة الاستجابة لجميع مطالبه ورغباته.

5 تصرفات تخبرك بأن طفلك مدلل جدًا

وفي النهاية لا تنزعجي عزيزتي من بكاء طفلك طالما أنه في حدود الطبيعي والمعقول، احرصي فقط على مداعبته وإلهائه ومحاولة فهم سبب البكاء والاستجابة له، أما إذا تجاوز الأمر الصورة الطبيعية فابحثي عن سبب هذا البكاء، واستشيري الطبيب لمعرفة هل يعاني طفلك من أي تعب أم إنها حساسية مفرطة لديه سيتمكن من تجاوزها بمساعدتك كلما كبر.

اترك تعليقاً

Scroll to Top