انتظري اللحظة المناسبة
إن أساس نجاح التدريب على القصرية أو النونية (وعاء خاص للصغار من أجل التبول والتبرز فيه) هو الشروع في ذلك عندما يكون طفلك قادراً على هذه الخطوة فعلاً. قد يتمكن بعض الأطفال من البدء مبكراً عند الشهر الثامن عشر، في حين لا يستعد البعض الآخر حتى بلوغهم العام الرابع من العمر. قد تعلمين أن الصبيان عادة ما يستخدمون الحفاض لمدة أطول من البنات، وأن الطفل الثاني (أو الأطفال التالين) غالباً ما يتعلمون أسرع من الطفل الأول. لذا لا داعي للاستعجال، فقد أوضحت الدراسات أنه عندما يبدأ الوالدان بتدريب طفلهما على استخدام القصرية مبكراً، تستغرق العملية وقتاً أطول كي تكتمل. وبتعبير آخر، ستصل إلى المكان المقصود في الوقت المحدد لها، بغض النظر عن الموعد الذي بدأت به. حين تقررين أن طفلك أصبح جاهزاً، عليك التركيز على التوقيت. وتأكدي من أن هناك روتيناً منضبطاً لدى طفلك. إذا كان قد بدأ لتوه في الذهاب إلى الحضانة أو أصبح له أخ أو أخت حديثاً، فسيكون أقل قدرة على استقبال أي تغيير جديد، أو سيكون مفعماً بمشاعر كثيرة تمنعه من مواجهة هذا التحدي الجديد. انتظري حتى يبدو أنه على استعداد لتقبل أفكار جديدة كي تنجحي في تدريبك له على استخدام القصرية.
اجعليه يشاهد ويتعلم
يتعلم الأطفال الدارجون عن طريق التقليد. سيجد أول خطوة طبيعية عندما يشاهدك تستخدمين الحمام (التواليت). هنا تأتي أهمية وجود ذكر يمكنه الاجتذاء به كمثل أعلى. لو أراد طفلك أن يتبع والده أو عمه أو صديقاً مقرباً للعائلة إلى الحمام حتى يراه وهو يتبول، فهذا أمر مفيد. قد يلاحظ أن “بابا” يستخدم الحمام بطريقة مختلفة عن طريقة “ماما”، فتتاح لك فرصة جيدة لشرح الكيفية المبسطة لاستخدام الصبيان للحمام.
اشتري الأدوات المناسبة
ينصح معظم الخبراء بشراء قصرية يمكن أن يعتبرها طفلك من أمتعته الشخصية وقد تمنحه شعوراً بالأمان أكثر من مقعد الحمام بحجمه الكبير. (يخاف معظم الأطفال الدارجون من الوقوع داخل مقعد الحمام مما يعطّل تدريبهم على استخدامه). كما يمكنك شراء مقعد تدريب يتم وضعه فوق مقعد الحمام العادي إذا أردت ذلك، ولكن احرصي على أن يكون مريحاً وآمناً يمكن تثبيته جيداً. ربما تحتاجين أيضاً إلى شراء كرسي صغير لطفلك بحيث يستطيع التسلق والنزول بسهولة في أي وقت يحتاج فيه الذهاب إلى الحمام، كما يجب أن يكون قادراً على الحفاظ على توازنه مستخدماً قدميه أثناء الجلوس على مقعد الحمام. كما تستطيعين الاستعانة بكتاب أو شريط فيديو أو سي دي يتمحور حول التدريب على استخدام القصرية، فيسهل على طفلك استيعاب الفكرة وفهم كل هذه المعلومات الجديدة.
ساعدي طفلك على الشعور بالراحة في استخدام القصرية
في هذه المرحلة المبكرة من عملية التدريب، يحتاج طفلك إلى الاعتياد على فكرة استخدام القصرية أو النوينة. ابدئي بتعريفه أن القصرية النوينة أو مقعد الحمام الإضافي ملكية خاصة له. بإمكانك تدوين إسمه عليها أو تشجيعه على تزيينها بالملصقات الملونة. ثم دعيه يجلس عليها أولاً وهو يرتدي ملابسه. وبعدما يتمرّن على هذه الطريقة حوالي أسبوع تقريباً، اقترحي عليه تجريبها بعد خلع البنطلون والحفاض. إذا قاوم الفكرة، تجنبي الضغط عليه لأن من شأن ذلك خلق صراع على السلطة يمكن أن يعطّل العملية بأكملها.
إذا كان لدى طفلك دمية محببة أو لعبة طرية على شكل حيوان ما، جربي استخدامها لإظهار وتطبيق فكرة استعمال القصرية. يستمتع معظم الأطفال بمشاهدة لعبتهم المفضلة وهي تقوم بحركات التدريب، وقد يتعلم الطفل بهذه الطريقة أكثر من مجرد شرحك لما يجب أن يقوم به. حتى أن بعض الآباء والأمهات يرسمون صورة مصغرة لمقعد الحمام كي تستخدمها الدمية أو لعبة الحيوان المحشوة والطرية. عندما يكون الطفل جالساً على القصرية، يمكن للعبته المفضلة أيضاً أن تكون جالسة على قصريتها الصغيرة.
ابتاعي له بعض الملابس الداخلية الظريفة
حاولي تركيز انتباه طفلك على فوائد التدريب على استخدام القصرية عبر أخذه في جولة تسوّق خاصة من أجل شراء الملابس الداخلية. دعيه يعرف أنه قادر على اختيار الشكل الذي يرغب فيه (سواء أكانت الملابس الداخلية مع رسومات البطل الشجاع أو الشخصيات الكرتونية المحببة أكثر لدى الأطفال). تحدثي معه عن جولة التسوق قبل القيام بها حتى يشعر بالرغبة والتشوّق ليصبح كبيراً ويستخدم القصرية ويرتدي ملابس داخلية “حقيقية” مثل أبيه أو إخوته الكبار.
حددي جدولاً للتدريب على القصرية
يعتمد ترك طفلك الحفاضات على جدولك اليومي، كما يعتمد أيضاً على ذهابه إلى الحضانة أو بقائه مع مربية. لذلا، عليك تنسيق خططتك مع مربيته أو دار الحضانة.
عليك اتخاذ القرار باستعمال طريقة وسطى ما بين هذا وذاك: أي استخدام كلا من الحفاض والملابس الداخلية بالتبادل، أو الطريقة المباغتة باستعمال الملابس الداخلية طوال الوقت. في حين تعتبر الملابس الداخلية الخاصة بالتدريب، والتي تستعمل مرة واحدة، مناسبة وسهلة الاستخدام، يجد الكثير من الخبراء والأهل أن الأفضل هو ارتداء الطفل الملابس الداخلية مباشرة أو استعمال الملابس الداخلية الخاصة بالتدريب والتي يمكن غسلها وتكرار استعمالها فكلاهما سيجعل طفلك يشعر بالبلل في الحال. سيعني هذا بالتأكيد تبعات التنظيف بسبب بعض الحوادث. لو أصابتك الحيرة حول أفضل السبل للوصول إلى أفضل النتائج، تحدثي في الأمر مع طبيب الأطفال. سوف تستمرين لفترة في استخدام الحفاضات أو الملابس الداخلية ذات الاستعمال لمرة واحدة أثناء الليل أو أثناء الخروج لفترة طويلة بعيداً عن المنزل.
علّميه أن يجلس أولاً ثم يقف
وحيث أن عادة ما تلح الحاجة للتبرز والتبول في آن واحد، فمن المنطقي أن تعلمي طفلك أن يجلس أولاً للإثنين معاً، حتى يتعلم أن مكان كلا منهما هو القصرية. بالإضافة إلى أنه بهذه الطريقة، لن يتشتت إنتباهه إلى اللهو عن طريق الطرطشة وتعلم كيفية تحديد الهدف، في حين أنك تريدينه يركز على إتقان الإجراء المبدئي.
عندما يبدو لك أن طفلك أصبح مرتاحاً في التعامل مع القصرية أو مقعد الحمام التدريبي، دعيه يجرب وضعية الوقوف أمام مقعد الحمام (عليك في هذه الحالة شراء كرسي صغير غير قابل للانزلاق ليقف عليه في البداية). لكن لا يوجد ما يدعو إلى العجلة في تعلم هذه الخطوة، إذ يمكنه التبول جالساً كما يحلو له. ما لم يرغب في تجريب الوضعية الجديدة، ألقي بضعة حبات من حبوب الإفطار داخل مقعد الحمام أو أي شيء صغير يسهل التخلص منه داخل التواليت بهدف أن يتعلم كيف يصوب نحو الهدف، وتوقعي أن تنظفي بعض الفوضى إلى أن يتقن طفلك إصابة الهدف. إذا لم يزعجك كثيراً جعل طفلك يتبول في الحديقة، يمكنك في هذه الحالة رسم هدف له على الأرض أو على شجرة، عن طريق الطلاء أو باستخدام الشريط اللاصق.
دعيه يقضي بعض الوقت عارياً
لا يوجد ما يساعد طفلك على معرفة حاجته للذهاب إلى الحمام أكثر من جعله يقضي بعض الوقت عارياً من أسفل. ضعي القصرية أو النوينة في مكان يسهل الوصول إليه أثناء فترة لعبه وشجعيه على الجلوس عليها بين الحين والآخر. بالطبع، إذا كان يلعب عارياً، يجب أن تسيطري على نفسك ولا تتضايقي عند حدوث بعض الفوضي بين الحين والآخر (لذلك فإن وضع غطاء بلاستيكي على السجادة يمكن أن يساعد في هذه المسألة). راقبي العلامات التي تدل على رغبته في دخول الحمام (مثل انقباضه على نفسه أو القفز إلى أعلى وأسفل في مكانه) واستفيدي من تلك الإشارات لتقولي أن وقت استخدام القصرية أو النوينة قد حان. يمكنك القيام بذلك ذلك لعدة أيام متتالية، مثلاً في المساء عندما تكون العائلة كلها مجتمعة، أو الاكتفاء بعطلات نهاية الأسبوع فقط – الأمر متروك لاختيارك. كلما قضي طفلك وقتاً أطول بدون حفاض، كلما كان أسرع في التعلّم.
احتفلي بنجاحاته
سيمر طفلك حتماً ببعض الحوادث، ولكن مع الوقت سيستمتع بإحساس الانتصار عندما ينجح في القيام بالتبوّل داخل القصرية أو النونية. احتفلي بهذه اللحظة مع كثير من المرح. أكدي له أنه وصل إلى مرحلة من مراحل التطور المميزة بمكافأة تناسب “الصبي الكبير”، مثل مشاهدة فيلم جديد سوياً، أو الحصول على قصة إضافية من قصص ما قبل النوم. ولكن حاولي ألا تجعلي من كل رحلة إلى القصرية أو النوينة موضوعاً مبالغاً فيه، وإلا سيشعر طفلك بالتوتر والخجل جرّاء كل هذا الاهتمام.
إذا لم ينجح من البداية، حاولي ثم حاولي مرة أخرى
إن التدريب على استخدام القصرية مثل أي شيء آخر. كلما استعمل طفلك القصرية (النوينة)، كلما أتقن الأمر. لكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتسهّلي المألة عليه. ألبسي طفلك ملابس فضفاضة يسهل عليه خلعها بنفسه، أو اشتري له بعض الملابس الداخلية بمقاسات كبيرة عليه. إذا لم يفهم الفكرة بعد، لا تقومي برد فعل مبالغ فيه أو تعاقبيه. لا يوجد شيء يمكن أن يعطل التدريب على استخدام القصرية أسرع من جعل الطفل يشعر بالسوء بسبب حدوث حادثة. تذكري أن حتى الأطفال الذين استعملوا الحمام بنجاح لمدة أشهر، تصدر عنهم حوادث تبوّل أحياناً. لو شعرت بالإحباط، تذكري أن توبيخ طفلك على بلل ملابسه الداخلية قد يعني شهوراً أطول من ارتداء الحفاضات وليس شهوراً أقل.
أضيفي عنصر المرح
إذا لجأت إلى القليل من الخيال في تدريب طفلك على استخدام القصرية أو النوينة، فعلى الأرجح سيحافظ طفلك على الشعور بالحماسة الكبيرة خلال العملية بأكملها. ضعي نقطاً زرقاء من الألوان التي تستخدم في تلوين الطعام داخل مقعد الحمام وسيندهش طفلك بقدرته على تغيير لون الماء إلى الأخضر. اتركي بعض الكتب المفضلة لدى طفلك بالقرب من مقعد الحمام ليتطلع عليها عند حاجته لدخول الحمام، ومن الأفضل أن تقرئي له. ربما يحب تقطيع بعض الأشكال الورقية واستخدامها في التدريب على تحديد الهدف.
في حال بدأ طفلك يفقد الاهتمام، مع أنه أصبح يجيد التدريب على استخدام القصرية، قد ترغبين في عرض المكافآت عليه. ومن أكثر الطرق شيوعاً استعمال الملصقات مع مفكرة بالتواريخ حتى يمكن متابعة نجاحاته. في كل مرة ينجح في استخدام مقعد الحمام، يحصل على ملصق يمكنه وضعه على الصفحة، لأن مشاهدة الملصقات سيحافظ على حماسته. لو لم تمثل الملصقات بحد ذاتها أهمية كبيرة له، يمكنك عرض هدية إضافية مثل قطعة حلوى من السوبرماركت أو لعبة لطالما كان يحلم بالحصول عليها، وذلك حين يحصل على ملصقات كافية أو عندما يظل جافاً لعدد معين من الأيام المتتالية.
الانتقال إلى التدريب الليلي
عندما يصبح طفلك جافاً طوال اليوم، يمكنك البدء في إعداد خطة للتدريب الليلي. انتظري حتى يصبح متمرساً في التدريب على استخدام الحمام، ثم باشري بتفحص حفاضته أثناء النهار وبعد النهوض من الغفوات للاطمئنان أنها جافة. يحافظ الكثير من الأطفال على جفاف حفاضهم أثناء الغفوة المسائية في خلال ستة أشهر من تعلمهم كيفية استخدام الحمام. ويعدّ التدريب الليلي محيراً بدرجة أكبر لأنه يعتمد على قدرة جسد طفلك على الاحتفاظ بالبول لفترات طويلة، كما يعتمد أيضاً على مدى عمق نومه. إذا أراد أن يجرب النوم من دون حفاض، اشتري غطاء سميكاً للفراش يسهل تنظيفه عن طريق المسح وبعدها يمكنك السماح له بعمل ذلك.
إذا أثبتت التجربة لبضعة ليال أنه ليس مستعداً بعد، عودي مرة ثانية إلى الحفاض من دون توبيخه. أخبريه أن جسده ليس جاهزاً بعد لهذه الخطوة، وأكدي له أنه سرعان ما سيصبح كبيراً بما يكفي حتى يحاول مرة أخرى. ولو نجح طفلك في البقاء جافاً لمدة ثلاث ليال من أصل خمس، عليك تكرار المحاولة. قومي بتعزيز محاولاته للبقاء جافاً عن طريق تحديد كمية السوائل التي يشربها بعد الساعة الخامسة مساءً، وعبر إيقاظه لدخول الحمام مرة أخيرة قبل ذهابك إلى النوم. في حال بدا لك أن طفلك يحتاج دهراً حتى يبقى جافاً أثناء الليل، لا تقلقي: تعتبر حوادث التبوّل في الليل طبيعية حتى سنّ السابعة على الأقل.